مجموعة من الأجرام المرتبطة بالشمس ارتباطا وثيقا بفعل قُوى الجاذبية، وهي ثمانية كواكب، ومئة ألف من الهِيسان satellites والكُسُوف météoroïdes والأفالك astéroïdes والمذنبات comètes. يبلغ عمر النظام الشمسي زهاء 4,55 جِسان (جلف سنة). تكوّن سريعا على ثلاث مراحل: التكاثف الأوشمي protosolaire، ثم التراكم accrétion والتمايز différenciation. يقع النظام الشمسي في مجرّة التبّان، وتُقاس أبعاده بالحاف (1 حاف AU هو متوسط المسافة بين الأرض والشمس، وقدره 149,6 جِقاس)، تتوافق حدود هذا النظام مع السَّرْدق وهو سحابة المذنّبات nuage d'Oort، التي تقع على أكثر من 60000 حاف من الشمس، أبعد بزهاء 2000 مرّة من مسافة أبعد الكواكب عن الشمس وهو طُمَس المعروف بنبتون (30 حاف).
تشكّل النظام الشمسي عن طريق الانهيار الثَّقالي effondrement gravitationnel لجزء من سحابة عملاقة بنجمية يبلغ قطرها التقديري 600 هِقاس (ألف مليار كيلومتر)، وكان تكوينها الكيميائي متطابقا مع تكوين الشمس، أي معظمها من عنصري الهبان والهفات مع نسب ضئيلة من العناصر الأخرى. يُعرف هذا الجزء باسم السديم الأَوْشمي nébuleuse protosolaire. ماذا حدث، ما هي الكارثة الكونية التي يمكن أن تؤدّي، منذ ما يقرب من 4,55 جِسان، إلى تكوين هذا السديم الأوشمي؟ يفضّل العديد من العلماء فرضية موجة الصدمة من ساعور supernova. وقد أدّى انتشار موجة الصدمة هذه في الفضاء إلى ضغط السحابة، ممّا تسبّب في انهيارها، وتكاثف الأمهجة والغبار، وبالتالي تكوين السديم الأوشمي، وقد امتلكت المواد المتقلّصة حركة دوان محوري، حيث تزداد حركة دورانها كلّما زاد تقلّصها وتكاثفها، مثل الراقصة على الجليد التي تغلق ذراعيها لتدور بسرعة أكبر، بدأ السديم الشمسي، وهو ينهار، في الدوران بشكل أسرع للحفاظ على العزم الزاوي moment angulaire، مما أدّى إلى انجذاب جزء كبير من الغبار والمُهاج (99,8%) نحو المركز، الكتلة التي ستشكّل الشمس بفعل تولّد طاقة حرارية من قوّة الثقالة. ثمّ انتظمت المواد الباقية على شكل قرص مفلطح.
مع ارتفاع حُرورة مركز السديم الأوشمي وصل إلى الانهيار الثقالي فتخلّق الأوْشم (الشمس البدائية)، على العكس من ذلك، تبرّد القرص الدوّار أثناء تشعّع الطاقة في الفضاء. نظرا لأنّ الضغط كان منخفضا جدّا، أدى تبريد جزيئات المُهاج إلى تكثّفها مباشرة على شكل مواد صلبة، في حُباب صغير في حجم حُبابات الرمل يُسمّى الكُثَف condensats. أدّت التحرّكات في السديم إلى تجمع الكُثَف، وبالتالي إنتاج المزيد من النوى الضخمة ثم المزيد منها. في البداية، كان التجمع ناتجًا بشكل أساسي من القوى النَّوْدلية (المغناطيسية) والكهسنية (الكهروستاتيكية)، ولكن مع زيادة كتلتها، أصبحت النوى جاذبات ثَقالية قويّة، حيث جذبت إليها المزيد من المواد. كانت هذه المواد بحجم أفْلك أو مذنب (من 1 إلى 100 إقاس)، تحمل اسم كُويكبات planétésimal. بعد بضع عشرات من بلوف السنين، تشكّل عدد من النوى الكبيرة التي تسخّنت بفعل جاذبيتها، ثمّ انتهت الأجنة الكوكبية أو الأواكِب protoplanètes من جذب بقية الغبار والصخور وغيرها من الحطام الذي ما يزال باقيا في القرص السديمي؛ تخللت هذه المرحلة الأخيرة بشكل طبيعي العديد من الاصطدامات الكارثية التي ما تزال بعض الأجرام السماوية (القمر، عطارد، المريخ) تحتفظ بآثارها في شكل حفر. عملية الاصطدام هذه هي عملية تكوين الكواكب عن طريق التراكم. استغرق إنشاء كواكب النظام الشمسي أقل من 100 بِسان (بَلْف سنة). العديد من الأواكب (الكواكب الأولية)، خلال مرحلتها الجنينية، كان يصطدم بعضها مع بعض، وقد شكّل حطامها هذه القطع من الصخور التي، حتى اليوم، تجوب داخل النظام الشمسي: والمعروفة بالكُسوف.
يمكن تطبيق عملية التراكم على جميع الكواكب في النظام الشمسي. ومع ذلك، فإن الكواكب ليست متحاتنة ولا متشابهة، أي أن تراكمها حدث في تسلسل يعتمد على كمية المواد المتاحة والحُرورة، وبالتالي، بعدها عن الشمس. لذلك، ظهر في وقت مبكر جدا تباوش في السديم الأصلي مما أدّى إلى وجود نوعين من الكواكب: الكواكب التُّرْبية planètes telluriques والكواكب المُهاجية planètes gazeuses. لقد سمحت إزالة المواد المستطارة لضوء الشمس بتسخين أسطح الكواكب الحديثة التكوّن، وقد أسهم ارتفاع حرورة الكواكب الداخلية القريبة من الشمس (عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ) مع ضعف جاذبيتها، من تبخّر مكوّناتها الخفيفة التي ورثتها من السحابة الكونية الأولى، وهي الهُبان، والهُفات، والزنيخ (الأمونيا)، و«المِثان»، والماء، حيث كُسِحت نهائيا من الكواكب الداخلية بواسطة الرياح الشمسية، بينما بقيت كمّيات ضخمة من الهُبان والمواد الخفيفة الأخرى المستمدّة من السحابة الكونية على الكواكب الخارجية، وهي المشتري وزُحَل وخُشَف uranus وطُمَس neptune، ومن المفترض أنّ تراكم هذه المواد هو الذي يفسّر الأحجام الكبيرة نوعا ما، والكثافة المنخفضة التي تتّصف بها هذه الكواكب الخارجية.
يمكن القول إجمالا إنّ النظام الشمسي يتكوّن من:
- الشمس : وهي نجم كروي بحجم متواضع (يبلغ قابها 695 بِقاس) تتكون أساسا من الهُبان (74% من كتلتها) والهفات (24%) ويمثّل هذا 99% من الكتلة الإجمالية للنظام الشمسي. تدور حول نفسها في مدّة تقدّر بزهاء 27 يوما. فهي محلّ التفاعلات النووية الشديدة (الاندماج) التي تطلق الطاقة على شكل إشعاع من النَّوْرونات photons و«النيوترينوات» أو الرياح الشمسية (لَفْق plasma من الوجابين والبراقين). نظرا لأنّ الشمس ليست «صلبة»، فمن الصعب تعيين حدودها الخارجية بدقّة. وبالتالي، تُفصل بنيتها الداخلية عن السُّكاك atmosphère بسبب انخفاض كثافة أمهجته.
- الكواكب : منها أربعة داخلية، أو تُرْبية، وهي: عُطارد، والزُّهَرَة، والأرض، والمرّيخ، تتكوّن من موادّ صخرية، تحتوي على معادن الحرورة المرتفعة نسبيا، مثل: المعادن الكَوْثبية، زيادة على ذلك فهي لا تحتوي على حلقات مميّزة، ثلاثة منها محاطة بسُكاك، وهي: الزهرة، والأرض، والمرّيخ. أربعة كواكب أخرى خارجية، تعرف بالكواكب المُهاجية العملاقة، أو الشَّرَوِية نسبة إلى الشَّراة، لأنّها تُشبّه بالمشتري planètes joviennes، وهي المُشْترِي، وزُحَل، وخُشَف، وطُمَس، وجميع هذه الكواكب تحتوي على حلقات مميّزة، ولعّل حلقات زحل هي أكثرها وضوحا. يحتوي سُكاك كلّ من المشتري وزحل على الهُبان والهُفات، بينما يحتوي سُكاك خُشَف على نسبة عالية من الزنيخ و«الميثان». كان يُنظر إلى هُجَل pluto قبل سنة 2006م على أنّه الكوكب التاسع من كواكب النظام الشمسي، إلاّ أنّه في اجتماع «الاتحاد الفلكي العالمي» المنعقد بتاريخ: 24 أوت سنة 2006م، تمّ وضع تعريف جديد أكثر دقّة لمصطلح كوكب، فألحق هُجل بموجبه بمجموعة الكواكب القَزِمة dwarf planets، والتي تضم أجراما بعضها أكبر من هُجَل في الحجم.
- حِزام الأَفالِك ceinture d'astéroïdes : يشغل المنطقة الواقعة بين مداري المرّيخ والمشتري، ويتألّف من أبْلاف الأجسام الصخرية التي تعود إلى زمن نشأة الكواكب التُّرْبِية، لم تسنح لها فرصة لتتجمّع وتتكتّل فتكوّن كواكبا، وهي عبارة عن كتل صخرية عالية الكثافة، داكنة اللون، تشبه في تركيبها البِنية الداخلية للأرض، يُنظر إلى بعضها في الوقت الحاضر على أنّها كواكب قَزِمَة.
- المَطَرّة : تعرف بحزام كُويبر، وهي منطقة في النظام الشمسي تمتد إلى ما وراء مدار طُمَس، بين 30 و55 حاف. تتألّف من أجسام صغيرة، وبقايا تكوين النظام الشمسي، وثلاثة كواكب قَزِمة على الأقل: هُجَل، وتُبَص makemake، ومُطَل haumea (شُرَد eris، جرم خارج المطرّة)، في حين يتكوّن حزام الأفالك في الغالب من أجسام صخرية، تتكوّن الأجسام الموجودة في المَطرّة في الغالب من مركّبات مُستطارة متجمّدة، مثل: «الميثان»، أو الزنيخ، أو الماء.
- السَّرْدق nuage d'Oort : أبعد منطقة في النظام الشمسي، وهو مجموعة مفترضة كبيرة من الأجسام التي تحيط بالنظام الشمسي على شكل قشرة كروية أو فُقَّاعة كبيرة سميكة الجدار، مشكَّلة من قطع جليدية تعود في أصلها إلى الحطام الفضائي، وهي بحجم الجبال وأحيانا أكبر، تقع بعيدًا عن مدارات الكواكب والمَطرّة. وهو الحد الخارجي الذي يشكّل حدود الجاذبية للنظام الشمسي، ويعتبر مصدر المذنّبات التي تجوب الفضاء مع المَطرّة.