ظاهرة التأرّي هي نفسها ظاهرة التوجّح إلاّ أنّها متفجّرة، مثال ذلك: اندلع حريق في غرفة نوم، وتسخّن جدار هذه الغرفة إلى حدّ أنّ الأريكة الموجودة في الغرفة المجاورة انطلقت منها أمهجة التنسيس gaz de pyrolyse (غازات الانحلال الحراري)، وذلك بكل بساطة بسبب تسخّنها الشديد بالحرارة المنبعثة من خلال الجدار، ومع ذلك فإنّ التنسيس سيطلق الكثير من الأمهجة اللهوبة من دون أن تستهلك الوَقيد (المُذرِّب)، ثم لا يطول الوقت حتّى تمتلئ الغرفة بالأمهجة اللهوبة مع وجود المذرّب، كل ما ينقص لبدء التفاعل هو الطاقة اللازمة للتنشيط. يمكن الحصول على هذه الطاقة من خلال انهيار جزء من الحاجز، ولا يحتاج الخليط المُكوِّن من الأدخنة والأمهجة والمذرّب أن يكون ساخنا ليشتعل، بل يمكن أن تحدث مثل هذه الظاهرة بعد عدة ساعات من انطفاء الموقد الموجود في غرفة أخرى، وبعد أن تتبرّد الأمهجة.
التأرّي، مصدر من قولهم أرّى النار، أوقدها.
الفرق بين التأرّي والتوجّح، أنّ مزيج الوقود والوقيد في هذا الأخير يكون على شكل غير كامل، وعند تنشيط الوقود والوقيد لا يحدث انفجار، بل يكون الاشتعال رِخْوا، بينما في التأرّي يكون امتزاج الوَقود بالوَقيد كاملا، ويصحب دخول طاقة التنشيط في العملية انفجار شديد.
- flashover.fr/modules.php?name=News&file=article&sid=56&mode=thread&order=0&thold=0