معجم المصطلحات الكبير
محْضرة خِطاطِية مِصْرِية
الخِطاطة

لم تبدع المحضرة الخطاطية المصرية لنفسها في الخطّ أُسلوبا له سماته الخاصّة، فقد سارت في مصر طريقة ابن البوّاب جنبا إلى جنب طريقة ياقوت، وحافظت هذه المحضرة على الموروث الخطّي الذي أخذته من بغداد حتّى ظهور المحضرة التركية في الخطّ. فبعد خراب بغداد بغزو المغول سنة 656 انتقلت رئاسة تعليم الخطّ إلى مصر، وصارت إلى عفيف الدين وطبقته، ثمّ اشتهر شمس الدين بن أبي رقبة، وعنه أخذ الزفتاوي، وعنه نور الدين الوسيمي الذي أخذ عنه زين الدين عبد الرحمن بن يوسف الصائغ القاهري المتوفّى سنة 845، والصائغ حرفة أبيه، نشأ في القاهرة وتعلّم الخطّ المنسوب، ولازم أستاذه الوسيمي حتى تفوّق عليه، وأحبّ كذلك طريقة ابن العفيف فسلكها، وفاق أهل زمانه في حسن الخطّ كما يقول السخّاوي (الضوء اللامع)، ونسخ عدّة مصاحف والكثير من الكتب والقصائد، وصار شيخ الكتّاب في وقته من دون منازع، كذلك فقد وضع ابن الصائغ رسالة في الخطّ سمّاها «تحفة أولي الألباب في صناعة الخطّ والكتاب»، ومن أشهر الذين حذوا حذو ياقوت المستعصمي في مصر، شرف الدين أبو عبد الله محمّد بن شريف بن يوسف الذرعي الدمشقي المعروف بابن الوحيد الكاتب المتوفّى سنة 811، والذي سافر إلى بغداد واجتمع بياقوت المستعصمي، وصار شيخ التجويد في مصر، يُضرب بجودة خطّه المثل. وكذلك محمّد بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن عمر الطيبي الشافعي، أحد كبار الخطّاطين في القرن العاشر، أخذ الخط عن محمّد بن كزل القيساوي، وجمال الدين الهيتي والشيخ ياسين وله كتاب سمّاه «جامع محاسن كتابة الكتّاب، ونزهة أولي البصائر والألباب»، وقد كتب على طريقة ابن البواب التي أخذها بالتسلسل عن شيوخه. وفي عصر المماليك بلغ الخطّ من التجويد درجة عالية يشهد على ذلك ما وصل إلينا من كتابات مصاحفهم.

وقد ظهر فيما بعد خطّاطون تتلمذوا على الأتراك منهم حسين الجزائري، كتب مصحفين أحدهما في الشام والآخر في مصر، وشرع في الثالث فبلغ إلى النصف وتوفّي فكمّله من بعده حسن الضيائي المصري توفي سنة 1180. ومن تلاميذ فضل الله أفندي المتوفى سنة 1107 محمّد أفندي الشهري، وممن كتب على عمر أفندي صالح أفندي حمامجي زاده، وممن كتب على أحمد أفندي شيخ زاده ولده إبراهيم افندي. ثمّ انتهت جودة الخطّ إلى تلامذة الجزائري، منهم سليمان أفندي الملقّب بالشاكري، والسيّد محمّد بن إبراهيم المقدسي، ومصطفى أفندي خليفة، وقاسم أفندي. وممن كتب على الشاكري، حسن بن حسن الضيائي، الشيخ شهاب الدين أحمد الأفقم، ومن المجوّدين من تلامذته السيّد إبراهيم الحسيني الوفائي، والشيخ أحمد بن أبي العزّ، وقد توفّي إبراهيم الحسيني سنة 1211. وكتب على السيّد محمّد النوري خلق كثير على اختلاف الطبقات وأجاز بالكتبة كثيرا، وأشهرهم عبد الله أفندي المولوي الملقّب بالأنيس، ومنهم الأمير إسماعيل أفندي الملقب بالوهبي شيخ خطّاطي مصر في عصره توفي سنة 1187، وأحمد الملقّب بالشكري، وممن كتب على الأنيس الأمير حسن أفندي الملقّب بالرشدي. وفي العصر الحديث كان الخطّاط محمّد مؤنس أفندي توفي سنة 1318 شيخ الخطّاطين، وله كرّاسة في الثلث والنسخ، وكتاب في الخطّ طُبع في القاهرة، وكذلك الشيخ علي بدوي المُزداد سنة 1284 كان مدرّسا للخط في الأزهر ثمّ في مدرسة تحسين الخطوط، وله آثار كثيرة في مصر، والخطّاط العبقري السيّد بن إبراهيم مجوّد من الطراز الأوّل، ونجيب هواويني آخر العباقرة المصريين في فن الخطّ.

مترادف

مَدْرسة خِطاطية مِصْرِية

مصطلح مرغوب عنه، لأنّ «المدرسة» لها مدلول معرفي مُهيكل في النقد الفنّي. على العكس من مصطلح المحضرة الذي يُستعمل للدلالة على أي مركز إراضي ثقافي يجود فيه الخطّ من دون أن يُؤخذ أي تصنيف عِلْميائي (إبستيمولوجي) في الاعتبار، مثل المحضرة الأندلسية أو القرطبية، والمحضرة القيروانية، والمحضرة التركية.

مصطلح قريب

مراجع

  • معجم الكتابة، خضير شعبان. الطبعة الأولى، 1419. دار اللسان العربي، الجزائر.
  • معجم مصطلحات الخط العربي والخطاطين. الربيز: عفيف البهنسي. الطبعة الأولى، 1995م. مكتبة لبنان، ناشرون، بيروت، لبنان.
  • مصوّر الخط العربي، ناجي زين الدين المصرّف. الطبعة الثالثة، 1400. مطبوعات المجمع العلمي العراقي ببغداد. دار القلم، بيروت. لبنان.