معجم الشارقة التاريخي للغة العربية في 127 مجلدا
أعلن حاكم الشارقة، الربيز: سلطان بن محمد القاسمي عن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية بعدد 127 مجلدا، استغرق إنجازه 7 سنوات، وقام على البحث العلمي فيه 500 باحث، وما يقارب من 200 من المدقّقين والمطبعيين. هذا شيء يحقّ للشارقة أن تفتخر به، لأنّ إنشاء هذا المعجم ليس فقط لتتبّع التغيرات اللغوية، بل أيضا لتوثيق التراث اللغوي العربي، وبناء قاعدة بيانات شاملة. وأضاف حاكم الشارقة إلى أنّ الفريق البحثي سيواصل العمل في إنجاز الأعمال لصالح العربية، حيث سيبدأ العمل على الموسوعة العربية التي ستكون في الفروع كافّة وستصبح المرجع الأول للناس كافّة. هنا يجب أن نلفت النظر إلى أمر في غاية الأهمية، فقبل الشروع في العمل الموسوعي، يجب أولا إنشاء منظومة اصطلاحية عربية متكاملة، والابتعاد كلّية عن الطريقة المألوفة عند المجامع اللغوية وما سارت عليه في توليد المصطلحات الجديدة للمعاني المستحدثة، حيث اعتمدت فقط على الصيغ القياسية ومنعت القياس على الأسماء كتمر وعلانية، فهذه الطريقة قد ثبت عدم جدواها، يجب الاعتماد على الاقتياس والإلحاق والاقتصار والتبديل والنحت والاشتقاق والمجاز والاحتوال، ثم وضع تسمانيات للكيمياء والحيونة والنبتنة، وإدخال رموز جبرية جديدة تؤخذ من الخطاطة الإسلامية في النهاجل الاعتلامية، لكتابة الصيغ الكيميائية والتياسية والريزيائية، والتخلي عن الرموز اللاتينية واليونانية، ووضع ذلك كلّه في موقع إشباكي ليكون مرجعا للباحثين العرب، ثم البدء في إنشاء الموسوعة تتبعها حركة واسعة من التأليف والترجمة. كان الأجدر أن تقوم الجزائر بهذا العمل، لأنّها دفعت ثمن استقلالها اللغوي أيضا من دماء شهدائها، إلّا أنّ جزءا من هذه الدماء الطاهرة ذهب هدرا حين اعتمدت الجزائر اليوم الكلزية لغة للدراسات العليا، وهذا طريق خاطئ تسلكه الجزائر مرّة أخرى، فالاعتماد على اللغات الغربية في التعليم يُفقد العربية فرصة التكيّف والتطوّر، ويُفقد شبابنا الاعتزاز بأجدادهم وتراثهم ودينهم.